تَمَازَجَ الدَّمْعُ في عَيْنَيْكَ بِالْحِمَمِ وَظَلْتَ تَقْضِمُ قَوْلا غَيْرَ مُنْقَضِمِ
كَأَنَّ بِالنَّارِ مَا بِالْمَاءِ مِنْ بَلَلٍ حُزْنًا وَبِالْمَاءِ مَا بِالنَّارِ مِنْ ضَرَمِ
وَأَنْتَ تَحْبِسُ في جَنْبَيْكَ نَافِرَةً وَأَنْتَ تَحْكُمُهَا بِالْقَيْدِ وَاللُّجُمِ
وَأَنْتَ تَسْأَلُهَا في بَطْشِ مَحْكَمَةٍ عَنْ ذَرْفِهَا مِقَةً مِنْ حَرِّ مُضْطَرِمِ
فَإِنْ أَقَرَّتْ بِصِدْقٍ كُنْتَ جَالِدَهَا وَإِنْ تَسَامَتْ بِثَوْبِ الزَّيْفِ تَتَّهِمِ
وَأَنْتَ تُسْرِفُ في تَعْذِيبِهَا شَطَطًا وَأَنْتَ تَرْثِي لَهَا في شِدَّةِ النَّدَمِ
وَأَنْتَ تَحْرِمُهَا الشَّكْوَى وَتَمْنَعُهَا أَنْ تَذْكُرَ الْبَوْحَ في التَّسْهِيدِ وَالْحُلُمِ
تَبًّا لِبَغْيِكَ كُلُّ الْعِشْقِ مَغْبَنَةٌ هَيْهَاتَ تَبْلُغُ يَوْمًا صَهْوَةَ الْعِظَمِ
فَشِرَّةُ الْحُبِّ كَالْعِقْيَانِ تَحْسَبُهُا لَكِنْ إِذَا هَدَأَتْ فَانْعَمْ بِهَا وَنَمِ
وَضَمَّةُ الْقَبْرِ لا تَبْقَى وَإِنْ حَزَبَتْ وَقُبْلَةُ الْعِشْقِ لا تَفْنَى مَعَ الْعَدِمِ
* قد لا يعود الضمير على القصيدة.