الثلاثاء، 30 ديسمبر 2008

لَنْ أُسَمِّيَهَا *

تَمَازَجَ الدَّمْعُ في عَيْنَيْكَ بِالْحِمَمِ وَظَلْتَ تَقْضِمُ قَوْلا غَيْرَ مُنْقَضِمِ

كَأَنَّ بِالنَّارِ مَا بِالْمَاءِ مِنْ بَلَلٍ حُزْنًا وَبِالْمَاءِ مَا بِالنَّارِ مِنْ ضَرَمِ

وَأَنْتَ تَحْبِسُ في جَنْبَيْكَ نَافِرَةً وَأَنْتَ تَحْكُمُهَا بِالْقَيْدِ وَاللُّجُمِ

وَأَنْتَ تَسْأَلُهَا في بَطْشِ مَحْكَمَةٍ عَنْ ذَرْفِهَا مِقَةً مِنْ حَرِّ مُضْطَرِمِ

فَإِنْ أَقَرَّتْ بِصِدْقٍ كُنْتَ جَالِدَهَا وَإِنْ تَسَامَتْ بِثَوْبِ الزَّيْفِ تَتَّهِمِ

وَأَنْتَ تُسْرِفُ في تَعْذِيبِهَا شَطَطًا وَأَنْتَ تَرْثِي لَهَا في شِدَّةِ النَّدَمِ

وَأَنْتَ تَحْرِمُهَا الشَّكْوَى وَتَمْنَعُهَا أَنْ تَذْكُرَ الْبَوْحَ في التَّسْهِيدِ وَالْحُلُمِ

تَبًّا لِبَغْيِكَ كُلُّ الْعِشْقِ مَغْبَنَةٌ هَيْهَاتَ تَبْلُغُ يَوْمًا صَهْوَةَ الْعِظَمِ

فَشِرَّةُ الْحُبِّ كَالْعِقْيَانِ تَحْسَبُهُا لَكِنْ إِذَا هَدَأَتْ فَانْعَمْ بِهَا وَنَمِ

وَضَمَّةُ الْقَبْرِ لا تَبْقَى وَإِنْ حَزَبَتْ وَقُبْلَةُ الْعِشْقِ لا تَفْنَى مَعَ الْعَدِمِ
* قد لا يعود الضمير على القصيدة.

هناك تعليقان (2):

حاتم أوس الأنصاري يقول...

شكر عميق من القصيدة للبوصيري الذي قرأها قبل أن تكتب وللسلطان الذي استوعبها وفهمها على بعده عن حالتها وتجربتها ولأبي خليل الذي أحسها ساعة ألقيتها.

غير معرف يقول...

أخي .....

إنما الناس مع الإبداع إثنان

1- رجل فجر الله روحه قوةً , ولسانه إنطلاقاً , فهو في خندق (حَسان)إذ كان روح القدس يؤيده .

2- ورجل جعله الله للخير عوناُ , وإلى طريق البِر مرشداً .

أراك مع البوصيري في الأولى وأسأل الله أن أكون مع النبى (صلى الله عليه وسلم) في الثانية .
===========
(عميق إحترامي لك ولأبي خليل , ولهذه الليله التي أنتظر أختاً لها قريباً)



أخوك
أنس السلطان